رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش
صفحة 1 من اصل 1
رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش
رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش
تحية عطرة بعبق الدماء المزهوة بصور أشلاء وجثث الأبرياء... وتحية أخرى عطرة برائحة البارود المفعمة بالحروب التي لا تزال تفوح في منطقتنا نتيجة لحكمة إدارتك، ورجاحة قراراتها السياسية التي أتحفتنا بها طوال الأعوام الثمانية العجاف الماضية.السيد الرئيس السابق...
حقيقة لا أعلم من أين أبدأ معكم رسالتي هذه بعد أن أُسدل الستار على فترة رئاستك الحالكة السواد؟ إنه تاريخ حافل بالمآسي، والمجازر، والفظائع، والفضائح، ما يجعلني احتار من أين أبدأ؟
هل أبدأ رسالتي هذه المفتوحة إليكم من ملف حقوق الإنسان الذي أخذتم على عاتقكم، ومنذ اليوم الأول لتوليكم مقاليد الحكم، إلى إحقاق هذا الحق الإنساني في العالم أجمع، وإذا بكم تتعرضون إلى حملة دولية موسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي وصفت إدارتكم بأنها تقود هجوماً عالمياً على حقوق الإنسان، وأنها تتحمل في المرتبة الأولى مسؤولية تدني احترام حقوق الإنسان على مستوى العالم، أم أبدأ من حقوق الآلاف من المسلمين الذين انتهكت حقوقهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بحجة مكافحة الإرهاب، أم من المواقع السرية التي تديرها «وكالة الاستخبارات المركزية» في العديد من دول العالم التي تمثل انتهاكاً آخر لحقوق الإنسان، أم من «معتقل غوانتاناموا» الذي لا يزال يشهد أبشع أنواع انتهاك حقوق الإنسان، والذي سيبقى وصمة عار في تاريخ سياسات الإدارة المفعمة بانتهاكات حقوق الإنسان، أم ترغب أن استهل رسالتي إليك من سجن أبو غريب، والانتهاكات الصارخة، والبشعة التي شهدها ذلك المعتقل الشهير، والتي يندى لها جبين الإنسانية، أم من تزوير الحقائق، واختلاق الأعذار الواهية في شأن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وما قامت به قواتكم من غزو بربري للعراق واستباحة أراضيه؟
سعادة الرئيس السابق...
هل أبدأ رسالتي هذه المفتوحة إليكم مما انتهى إليه الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر عندما حمل إدارتك مسؤولية: «انحطاط المعايير الأخلاقية للولايات المتحدة»، أم بما ذكره زميلك في «الحزب الجمهوري» السيناتور تشاك هاغل من أن: «سمعة الولايات المتحدة باتت مفجعة بعد أن انفصلنا، وانعزلنا عن العالم»، أم بما قاله المحامي والخبير القانوني الأميركي المعروف فرنسيس بويل من أن إدارتكم قد ارتكبت جرائم كبرى تحت «ميثاق نورنبرغ» لجرائم الحرب، أم بالمظاهرات، والاعتصامات الحاشدة، التي جابت شوارع العديد من عواصم دول العالم خلال زياراتك لها طوال الأعوام الثمانية الماضية، والتي رفعت شعارات تطالب بتقديم المسؤولين عن ذلك إلى المحاكمة كمجرمي حرب على خلفية الأحداث التي أعقبت غزو للعراق؟
السيد الرئيس السابق...
هل ترغب أن أبدأ رسالتي المفتوحة إليكم بعد أن حط بكم الرحال خارج البيت الأبيض لأذكرك بما جرى ويجري في فلسطين المحتلة من اعتداءات يومية سافرة تقوم بها إسرائيل بضوء أخضر من إدارتكم، أم من حجم الظلم، والقتل، والحصار اللاإنساني لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة بمباركة من إدارتكم، أم من المجازر الإسرائيلية المستمرة ضد المدن، والمخيمات، والقرى الفلسطينية، وجرائم سفك دماء الأطفال، والنساء، والشيوخ التي باركتموها ليلاً ونهاراً من خلال مساعي إدارتكم المباشرة لعرقلة جميع الإدانات الدولية المنددة بجرائم الحرب التي ارتكبتها ربيبتكم إسرائيل بحق الفلسطينيين؟
سعادة الرئيس السابق...
هل أبدأ رسالتي إليكم من سياسات إدارتكم الخرقاء التي اتبعتموها في لبنان من زعزعة استقراره، ومساعيكم المستمرة لتفجير حرب أهلية بين أبنائه، أم من الغطاء الكامل الذي وفرتموه لربيبتكم إسرائيل خلال عدوانها الآثم على لبنان في صيف 2006، أم من تحمل إدارتكم المسؤولية المباشرة للجرائم، والمجازر، والفظائع التي ارتكبتها إسرائيل بدم بارد بعد تزويدكم إياها بأحدث أدوات الجريمة، من خلال قنابل الفوسفور الأبيض، أو القنابل الموجهة بالليزر، أم من دوركم المباشر في عدوان يوليو 2006 عندما سمحتم لإسرائيل بالعربدة على أرض لبنان، وعندما أعلنت جهاراً ونهاراً بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، أم من دوركم في عرقلة صدور قرار يدين ربيبتكم إسرائيل على المجزرة المروعة التي ارتكبتها في قانا صيف العام 2006؟
سعادة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش...
لقد طال الكلام، ولم نستوفه حقه، رغم أنني لم أتطرق إلى شيء في رسالتي المفتوحة إليكم سوى النزر اليسير! لأن الكلام طويل، والسجل حافل بالانتهاكات، والفظائع، والفضائح، والحروب... طويل ولن تسعفه هذه الأسطر... والحيرة لا تزال تقتلني من أين أبدأ معك؟ فالحديث معك يا سعادة الرئيس السابق ذو شجون، ولن أجد مناسبة أفضل لكي أخرج ما في جعبتي كله تجاهكم إلا عندما أجد محكمة تحاكم مجرمي الحرب على جميع ما اقترفوه بحق شعوب المنطقة!
لكنني سأكتفي اليوم بهذه «الشقشقة»، ونحن نسدل الستار على فترة حكمك (التي لم يتبق منها رسمياً سوى نحو ثلاثة أشهر) لأختم رسالتي إليك بالترحيب العطر نفسه الذي أبديته لك في البداية.
عمّار تقي
كاتب كويتي
تحية عطرة بعبق الدماء المزهوة بصور أشلاء وجثث الأبرياء... وتحية أخرى عطرة برائحة البارود المفعمة بالحروب التي لا تزال تفوح في منطقتنا نتيجة لحكمة إدارتك، ورجاحة قراراتها السياسية التي أتحفتنا بها طوال الأعوام الثمانية العجاف الماضية.السيد الرئيس السابق...
حقيقة لا أعلم من أين أبدأ معكم رسالتي هذه بعد أن أُسدل الستار على فترة رئاستك الحالكة السواد؟ إنه تاريخ حافل بالمآسي، والمجازر، والفظائع، والفضائح، ما يجعلني احتار من أين أبدأ؟
هل أبدأ رسالتي هذه المفتوحة إليكم من ملف حقوق الإنسان الذي أخذتم على عاتقكم، ومنذ اليوم الأول لتوليكم مقاليد الحكم، إلى إحقاق هذا الحق الإنساني في العالم أجمع، وإذا بكم تتعرضون إلى حملة دولية موسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي وصفت إدارتكم بأنها تقود هجوماً عالمياً على حقوق الإنسان، وأنها تتحمل في المرتبة الأولى مسؤولية تدني احترام حقوق الإنسان على مستوى العالم، أم أبدأ من حقوق الآلاف من المسلمين الذين انتهكت حقوقهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بحجة مكافحة الإرهاب، أم من المواقع السرية التي تديرها «وكالة الاستخبارات المركزية» في العديد من دول العالم التي تمثل انتهاكاً آخر لحقوق الإنسان، أم من «معتقل غوانتاناموا» الذي لا يزال يشهد أبشع أنواع انتهاك حقوق الإنسان، والذي سيبقى وصمة عار في تاريخ سياسات الإدارة المفعمة بانتهاكات حقوق الإنسان، أم ترغب أن استهل رسالتي إليك من سجن أبو غريب، والانتهاكات الصارخة، والبشعة التي شهدها ذلك المعتقل الشهير، والتي يندى لها جبين الإنسانية، أم من تزوير الحقائق، واختلاق الأعذار الواهية في شأن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وما قامت به قواتكم من غزو بربري للعراق واستباحة أراضيه؟
سعادة الرئيس السابق...
هل أبدأ رسالتي هذه المفتوحة إليكم مما انتهى إليه الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر عندما حمل إدارتك مسؤولية: «انحطاط المعايير الأخلاقية للولايات المتحدة»، أم بما ذكره زميلك في «الحزب الجمهوري» السيناتور تشاك هاغل من أن: «سمعة الولايات المتحدة باتت مفجعة بعد أن انفصلنا، وانعزلنا عن العالم»، أم بما قاله المحامي والخبير القانوني الأميركي المعروف فرنسيس بويل من أن إدارتكم قد ارتكبت جرائم كبرى تحت «ميثاق نورنبرغ» لجرائم الحرب، أم بالمظاهرات، والاعتصامات الحاشدة، التي جابت شوارع العديد من عواصم دول العالم خلال زياراتك لها طوال الأعوام الثمانية الماضية، والتي رفعت شعارات تطالب بتقديم المسؤولين عن ذلك إلى المحاكمة كمجرمي حرب على خلفية الأحداث التي أعقبت غزو للعراق؟
السيد الرئيس السابق...
هل ترغب أن أبدأ رسالتي المفتوحة إليكم بعد أن حط بكم الرحال خارج البيت الأبيض لأذكرك بما جرى ويجري في فلسطين المحتلة من اعتداءات يومية سافرة تقوم بها إسرائيل بضوء أخضر من إدارتكم، أم من حجم الظلم، والقتل، والحصار اللاإنساني لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة بمباركة من إدارتكم، أم من المجازر الإسرائيلية المستمرة ضد المدن، والمخيمات، والقرى الفلسطينية، وجرائم سفك دماء الأطفال، والنساء، والشيوخ التي باركتموها ليلاً ونهاراً من خلال مساعي إدارتكم المباشرة لعرقلة جميع الإدانات الدولية المنددة بجرائم الحرب التي ارتكبتها ربيبتكم إسرائيل بحق الفلسطينيين؟
سعادة الرئيس السابق...
هل أبدأ رسالتي إليكم من سياسات إدارتكم الخرقاء التي اتبعتموها في لبنان من زعزعة استقراره، ومساعيكم المستمرة لتفجير حرب أهلية بين أبنائه، أم من الغطاء الكامل الذي وفرتموه لربيبتكم إسرائيل خلال عدوانها الآثم على لبنان في صيف 2006، أم من تحمل إدارتكم المسؤولية المباشرة للجرائم، والمجازر، والفظائع التي ارتكبتها إسرائيل بدم بارد بعد تزويدكم إياها بأحدث أدوات الجريمة، من خلال قنابل الفوسفور الأبيض، أو القنابل الموجهة بالليزر، أم من دوركم المباشر في عدوان يوليو 2006 عندما سمحتم لإسرائيل بالعربدة على أرض لبنان، وعندما أعلنت جهاراً ونهاراً بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، أم من دوركم في عرقلة صدور قرار يدين ربيبتكم إسرائيل على المجزرة المروعة التي ارتكبتها في قانا صيف العام 2006؟
سعادة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش...
لقد طال الكلام، ولم نستوفه حقه، رغم أنني لم أتطرق إلى شيء في رسالتي المفتوحة إليكم سوى النزر اليسير! لأن الكلام طويل، والسجل حافل بالانتهاكات، والفظائع، والفضائح، والحروب... طويل ولن تسعفه هذه الأسطر... والحيرة لا تزال تقتلني من أين أبدأ معك؟ فالحديث معك يا سعادة الرئيس السابق ذو شجون، ولن أجد مناسبة أفضل لكي أخرج ما في جعبتي كله تجاهكم إلا عندما أجد محكمة تحاكم مجرمي الحرب على جميع ما اقترفوه بحق شعوب المنطقة!
لكنني سأكتفي اليوم بهذه «الشقشقة»، ونحن نسدل الستار على فترة حكمك (التي لم يتبق منها رسمياً سوى نحو ثلاثة أشهر) لأختم رسالتي إليك بالترحيب العطر نفسه الذي أبديته لك في البداية.
عمّار تقي
كاتب كويتي
feras- المراقب العام
- المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى